افتقدك//بقلم المبدع المختار زهير القططىي

إفتقدك

إفتفدك ….
صديقي الوحيد في العالم
أنا أحيا لك الآن
بعد ما تمرست الغياب
وأرتعش من الأيام
خوفأ من خيانه ونسيان
قلبي يجيب عنك
بهلوسه و جنون
المسافة
وضعت الشك والظنون
عطش الأيام يعيش معي
والوقت قاسي
هذا لا شيء
منعطف صغير في طريقي

وأنا لم أختار حلمي

للمختار/ زهيرالقططي

مرارة//بقلم المبدع الاديب مصطفى حاج حسين

/// مرارة .. قصة : مصطفى الحاج حسين . لأجلي ، اشترى أبي تلفازاً لنا بصورةِ الأسودِ والأبيضِ ، لأتوقَّفَ عن ارتيادِ دورِ السينما ، إذ لمْ أتركْ فيلماً إلَّا وأحضرُه مراتٍ عديدةً . فرحْنا بالتلفازِ كثيراً أنا وأخوتي ، لكنَّني لمْ أحقِّق ماكان يرغبُهُ أبي منِّي ، فلم أقلِعْ عن عادتي في التّردُّد الدائمِ على السينمات .

وكثيراً ماكنتُ أغافلُهُ برفقةِ أختي الكبيرةِ ، لمشاهدةِ الأفلامِ المِصريَّةِ . وبعد فترةٍ قصيرةٍ ، سقط التلفازُ من أعلى الخزانةِ فتهشَّمَ ، ممَّا أبقانا لأشهرٍ حزانى لحرمانِنا منَ التلفاز ،

حتَّى تسنَّى لأختي جمعَ مبلغٍ مناسبٍ من جرَّاءِ عملِها في الخياطةِ ، حيثُ كانت تُحيكُ وتُخيطُ الفساتينَ الجميلةَ ببراعةٍ . فشترى لنا أبي تلفازأً جديداً ، وسُعدنا به ، حيثُ أخذتِ العائلةُ تتحلَّقُ حولَه في ليالي الشتاءِ الماطرةِ ،

وتجتمعُ لتشاهدَ مسلسلَ السهرةِ ، فلاينامُ الواحدُ منَّا إلّا بعد أنْ يستمعَ إلى برنامجِ الوشَّةِ الخالدِ . كان والدي يعملُ في مهنةِ البناءِ ، وأنا أشتغِلُ معه

لكنَّ العملَ في هذا الفصلِ الباردِ ، يتوقَّفُ تقريباً
لذلك كنت أحِبُّ الشتاء ، لأتحرَّر من مهن ٍ لا أطيقُها ، بسبب قساوتِها ومخاطرِها ، وشدَّةِ التعبِ فيها ،
وكنتُ أغتنمُ فُرصتي في الشتاءِ لأتفرَّغَ للسينما والقراءةِ ، بينما كان والدي ، يمقُتُ هذا الفصلَ من السنةِ ، حيث يكونُ بلا عملٍ ، رغمَ مسؤوليتِهِ عن أسرةٍ كببرةِ العَدَدِ ، وشديدةِ الاستهلاكِ ، فينفقُ ما ادَّخرَهُ من نقودٍ ، ثمَّ ليبدأَ بالاستدانةِ من أقربائِهِ ومعارفِهِ . وحدَثَ أنِ استدانَ من ابنِ عمِّه أبي شفقٍ مرةً على أنْ يردَّ له هذا الدينَ ، في فصلِ الصيفِ ، لكنَّنا لا ندري لماذا استعجلَ أبو شفق على مطالبة أبي.؟!.

ما السببُ ؟!. ما الدوافعُ ؟! لا أحدَ يعلم ُ.. !! عِلماًَّ أنه لم يكنْ هنالكَ زعلٌ ، أو أيُّ خِلافٍ بين أبي وبين أبي شفقٍ ، الذي كان يوماً أجيراً عنده ، ولم يفلحْ بأنْ يصيرَ معلمَ بناءٍ ، رُغم محاولاتِ والدي الكثيرةِ لتعليمِه. كان أبو شفقٍ في تلك الأيام ، ينادونَهُ عبدو لكنَّه بعد أن توظَّفَ في الدولة ، وصار له شأنٌ في الحزبِ الحاكمِ ، تحوَّل اسمُه ، من عبدو إلى أبي شفقٍ ، فلم يعُدْ يناديه أحدٌ باسمه ، بما فيهم والدي ، إذ صار له هيبةٌ ومكانةٌ ومكتبٌ ، وقدِ اتسعتْ رقعةُ شواربِه فوقَ فمهِ الواسعِ التكشيرةِ ، إلى أنِ أختلسَ ملايينَ الليراتِ من صندوق المحاسبةِ ، وأتى بشهودٍ زورٍ ، فدفعَ لهم بسخاءٍ ، ليحلفوا على المصحفِ الشريفِ ، ودفع للقاضي رشوةً ضخمةً ، ليصدِّق كَذِبَ الشهودِ ، بدونِ تدقيقٍ ، فحكمَ عليه بالسجنِ لمدةِ سنةٍ ، وكان داخلَ السّجنِ معزَّزاً ومكرَّماً ، إذ راح يتصرَّف وكأنَّه مأمورُ السّجنِ ، وكان يرتشي داخلَ السجنِ ويقوم بالوساطات للسجناء وأهليهم وكان بالاتفاقِ مع مديرِ السجنِ يخرجُ خِلسةً من السجنِ ، لينامَ في بيتِهِ مع زوجته ليلةً على الأقلِّ في كلِّ أسبوعٍ .

وبعد سِجنِه الترفيهي هذا ، تمَّ طردُهُ من الحزب
ِفلمْ يأسفْ على ذلك ، حيث صار بالمُقابلِ غنياً ، وله تجارتُه ، ومشاريعُه ، ومكانتُه العالية ، وراح يتعاطى الخمورَ ، ويبحث عن الفاحشةِ ليلَ نهار . وكان أبو شفقٍ ظالماً حتَّى على أولادِه وزوجتِه

فكثيراً ما كُنا نسمعُ منْ أخوته الفقراءِ ، عن أخيهِمِ السّارقِ هذا ، والذي هو يتفاخرُ بتاريخِهِ ويعتبرُ أنَّ السّرقةَ من الدولة حلالٌ وليست حراماً ، وهي حقٌ مكتسبٌ ، لكلِّ مَنٍ استطاعَ إليها سبيلا ، ومع هذا هو لا يحلّلُ ولا يحرّمُ في كلِّ القطاعات ، الخاصَّة والعامَّة ، ولأنَّه غارقٌ في المعاصي كان يخشى أن تلِدَ له زوجتُه بنتاً ، فيأتي من يعتدي له عليها ، أو يجرُّها إلى الرذيلةِ ، ولهذا كان يرغمُ زوجتَه على الإجهاضِ ، في كلِّ حملٍ لها ، ولما كانتِ امرأتُه ترفُضُ،وتذهبُ أحيانا لعندِ أهلِها ، كان يهدِّدها بالطلاقِ فتُجبَرُ على
الخنوعِ وتحقيقِ مطلبِه ، وتخضعُ لعمليَّةِ الإجهاضِ الخطرةِ والممنوعةَِّ قانونياً ، وكانت حكمةُ اللهِ أن تُجهِضَ زوجتُه في كلِّ مرَّةٍ ذكراً ، فيندمُ أبو شفقٍ ويغضبُ ، إذ كان يرغبُ بالذكور حتَّى يرثوا أموالَه الكثيرةَ ، ومشاريعَهُ الضخمة . إنَّ قضيَّةَ مجيئِهِ إلى دارِنا ، لمطالبةِ أبي ، كانت مفاجٍئة لنا ، وغيرَ منطقيَّةٍ أبداً ، فهو ليس بحاجةٍ إلى النقود ، ولمْ يحُنْ موعدُ سدادِها بعدُ ثم ليس هذا التوقيتُ مناسبا ؟! .. أمرٌ غريبُ أن يأتي في صباحِ عيدِ الفطر . وهو لا يدفعُ زكاةٌ ، ولا يصومُ رمضانَ ، إذاً هل جاء لإذلالِ أبي ؟!.. أم أنَّه كان مخموراً ، وليس بكاملِ وعيه ؟! ..

أكان يريد الإنتقامَ من أبي ، لأنه كان ذاتَ يومٍ معلِّمَه في الشغل؟!.. لا ندري ما هي الدوافعُ ، لكنَّه جاءَ صباحَ العيدِ . سمعتُ صوتَ سيارةٍ،وَقَفَتْ أمام بابِ دارِنا ، ثم أخذ زمورُها المزعجُ يصدحُ ويتعالى ، خرجتُ .. وفتحتُ الباب َ، لأنظرَ من هذا قليلُ الذوقِ ، تطلَّعتُ إليه وعرفتُهُ ، بينما هو كان جالساً خلفَ مقوَدِ سيارتِهِ البيضاءِ بعنجهيَّةٍ .

هتفتُ بفرحةٍ :

عمي أبو شفق ..!! أهلاً وسهلاً ، تفضَّل .

ظلَّ عابساً ، ونظرة التعالي بادية في عينيه ، ومن منظر شاربه الضخم ،قال :

  • أينَ أبوك؟. قلتُ :
  • إنَّه بالداخل ، تفضل يا عمي .

لكنَّه ظلَّ متجهِّماً ، عابساً ، وقال بصوتٍ مُتعالٍ وآمرٍ :

  • نادي على أبيكَ بسرعةٍ .

دخلت إلى الدار وأنا أصرخ :

أبي ، لقد جاء إلينا عمي أبو شفقٍ ، وهو ينادي عليك . خرج أبي من الغرفة ، وعلائمُ الدهشةِ كانت باديةً على ملامحِ وجهِه ، فأبو شفقٍ،لم يسبقْ له أنْ زارَنا ، ولا في الأعيادِ ، كما كان يفعلُ أخوتُه ، وكذلك كان أبي يبادلهم الزيارات . استقبلَه أبي ببشاشةٍ واضحة ٍ، مرحباً به بصوتٍ عالٍ ، فيه ما يشي بالحيرةِ والارتباكِ والاستغرابِ :

  • أهلاً ابنَ العمِّ ، يا مرحباً تفضَّل ، كلّ عامٍ وأنتَ بألف خير . لم يكنْ من عادةِ أبي ، الترحيبُ بهذه الطريقةٍ،فهو ترحابٌ مصطنعٌ ليس نابعاً من القلب . ردَّ أبو شفقٍ باقتضابٍ ، ومن دون أنْ تُطِلَّ بسمةٌ على شفتيهِ الرازحتينٍ تحت شنبِهِ غزيرِ الشَّعرِ ، الذي لاينسجمُ مع وجهِه الضيِّقِ الصغيرِ :
  • أهلاً ، أين أنتَ ؟! لم نعدْ نشاهدُك ، بعد أنِ إستدنتَ منِّي؟!.. أتحسبُ أنَّك نصبتَ عليَّ واختفيت َ؟! واللهِ أنا أقومُ بفضحِكَ ، وأتسبَّبُ لك بالبهدلةِ أمام كلِّ العالمِ ، وآخذ حقِّي منكَ غصباً عنكَ . كان كلامُه صدمةً كبيرةً لأبي ، وعلى مرأىً منَّا نحن أولادُه المتحلِّقونَ حولَ السيَّارة ، أمامَ بابِ دارِنا يومَ العيدِ ، وممَّن ؟! منِ ابنِ عمِّه الذي يصغَرُهُ بالعمرِ ، أجيرِه السابقِ !!! . فأبو (مخطة) كما كان يلقبونه،يطالبه بمبلغٍ ضئيلٍ وتافهٍ ، وهو المكتنز بالنقود . إزدادَ وجهُ أبي امتقاعاً ، وتضاعفَتْ سُمرتُه ، وصار يميلُ إلى السوادِ الداكن ، بينما طفحَتْ عيونُهُ بالاحمرارِ والغضبِ .

صوتُه كادَ يختنقُ ، وبسمتُه انعدمتْ عند شفتيه .يا الله !!! .. لم أشاهدْ أبي مِنْ قبلُ ، يتعرَّضُ لمثلِ هذا الموقفِ اللعينِ السخيفِ التافهِ الظالمِ المؤلمِ غير الإنساني ، خشيت عليهِ أنْ يحدُثَ له مكروهٌ ، كدْتُ أصرُخُ بهذا العمِّ الشنيع :

  • طزْ منكَ ومن نقودِك المسروقةِ ، نحن نعرِفُ تاريخَك
    القذرَ ياحرامي . لكنَّني خشيتُ من أبي ، فهو لا يسمحُ لي بالتدخُّلِ حتَّى مع الغريب ، فكيف أتدخَّل مع ابنِ عمه ؟! إنَّه حتماً سيضربُني ، ويأمرُني بالدخولِ .

أخيراً انبعثَ صوتُ أبي ، عميقاً شجياً ، حين قال :

  • لكنْ أنا وعدتُك أن أردَّ نقودَك ، في الصيفِ،ونحن لازلنا في الشتاءِ ، فلَمْ أشتغِلْ بعدُ،ولم يحُنِ الموعدُ.

ثم استطرد :

  • لِمَ هذه العجلةُ ؟! هل أنتَ بحاجةٍ ، أو بضائقةٍ لا اسمحَ اللهُ .

وما كادَ أبي ينهي كلامَه ، حتَّى زعقَ :

  • يا أخي ، مع هذا أنا أريدُ كاملَ نقودي ، لن أنتظرَ مجيءَ الصيف ، أريدُ نقوديَ حالاً ، وإنْ شاءَ اللهُ ،
    تذهبُ لتبيعَ أولادَك ، أنتم لا تستحقُّونَ المساعدةَ ،
    أوالوقوفَ بجانبِكم ، لا أنتَ ولا أخوتي الحقراء ُ، ولا غيرُكم من الأقرباءِ عديمي الذوقِ والفَهمٍ .

سألَهُ أبي باستنكارٍ :

  • هلْ هكذا صارتِ العلاقةُ بيننا؟!. فلو أنِّي أعرفُ لما قصدْتُك ، واستدنْتُ منكَ .

قال أبو شفقٍ متهكِّماً :

  • إذاً عجِّل ردَّ لي نقودي .

أجابه أبي باحتقارٍ :

  • حاضر ، اليومَ وقبل أنْ تنامَ ، ستصِلُكَ نقودُك .

شغَّل سيارتَه ، تأهُّباً للسير ، لكنَّه تكلم :

  • أنا في الانتظارِ ، وإنْ لم تأتِ ،أعرفُ كيف سأتصرَّفُ.

انطلقَ بسيارتِه ، دونَ سلامٍ أو وداع ، غيرَ عابئٍ بمَنْ في الشارعِ ، منْ أطفالٍ أو مارَّة .

دخلَ أبي الدار َ، في حالةٍ يرثى لها من شدَّةِ القهرِ والغيظِ .

سألتْه أمِّي ، وكان أخوتي قد سرَّبوا لها الخبرَ :

  • خَيرٌ ؟!.. مابه أبو مخطة ، هل جاء لمعايدتِك؟! فأنت ابن عمِّه الكبير ، ومعلمُه السابقُ في الشغل .

قال أبي وهو يَدْرُجُ سيجارتَهُ :

  • يبقى الساقطُ ساقطاً ، مهما علا شأنُهُ،وعظُمَ قدرُه .

صاحت أمِّي :

  • وهلْ لهذا الوضيعِ قدرٌ أو شأنُ؟!..إنَّه مجرَّدُ حراميٍّ؛
    أقسَمَ على كتابِ الله كَذِباً ، وسيرتُه معروفةٌ عند القاصي والدّاني ، لكنْ قلْ لي ماذا ستفعلُ؟.. وأنتَ وعدتَهُ أن تردَّ إليه نقودَه النجِسةَ هذا اليوم ؟!. دخلَ أبي إلى الغرفةِ،دون أن يجيبَ على سؤالِ أمِّي . هرعتْ أختي لتُحضِر لأبي ، إبريقاً منَ الشايِ التي يطلبُها ، خاصَّةً حين يكونُ منزعجاً ، أو مقهوراً .

دخلتُ أنا إلى الغرفةِ المجاورةِ ، كي أدخِّن بالسِّر عن أبي . وبعد مِضي ما يقاربُ الساعةَ ، وبعد أنْ عدتُ إلى القراءة ِ، وفجأةً ، سمعتُ جلَبَةً ، وصراخاً،وزعيقاً ، ينبعثُ من بيتِنا ، في الغرفةِ الثانيةِ ، فأطفأتُ

سيجارتي على عجلٍ ، ورميتُ الكتابَ من يدي ،
وهرعتُ لأستطلعَ حقيقة الأمر ، وأعرف مايحدث ، فالأصوات أخذتْ تتعالى وتزدادًَُ حدّة وقوّة . وما إن دخلتُ الغرفةَ ، حتَّى صاحت أُختي وهي تبكي،كأنَّها تستنجِدُ بي :

  • تعالَ وانظرْ أبوك .. يريدُ أن يبيعَ لنا التلفازَ ، إنَّه لي ، طَلِعَت عيوني مِنَ السهرِ ، حتى اشتريتُه منْ تعبي وأنا ساهرةٌ على مكنةِ الخياطةِ . وقبل أن أتكلَّمَ ، وأنا على أيِّ حالٍ عاجزٌ عن الكلامِ أو التدخُّلِ ، فلا أستطيعُ موافقةَ أبي على بيعِ التلفازِ ، لأنه فعلاً لأختي ، وثمنُه من تعبِها ، وهي متعلقةٌ به أكثرَ منِّي ، ولا أقدُرُ على الاحتجاجِ ، فالموقفُ الذي تعرَّضَ له أبي اليوم ، يساوي عُمُري كلُّه،ويستحقُّ -لو كان بمقدوري-أنْ أبيعَ دمي،وأساعدَ أبي ، على الخلاصِ من هذه الورطةِ اللعينة .

كان أبي يصرُخُ بحِدَّةٍ :

  • قلتُ لكِ يا ابنةَ الكلبِ ، في الصيفِ سأشتري لكمُ أفضلَ منه ، سأحضِرُ لكم تلفازاً ملوَّناً .

زعقتْ أُختي و دموعُها قد بدأت تقطُرُ من خدَّيها :

  • لا أريدُ تلفازاً ملوَّناً ، اترُكْ لنا هذا، ونحن بألفِ خيرٍ .

اقتربت أمِّي من أُختي شاحبةَ الوجهِ ، ترجوها :

  • يا ابنتي ..الله يرضى عليك ، دعي أبوك يتخلَّص من هذا النذلِ ، والله لو كان عندنا غسَّالة أو براد ، لَقُلتُ له بِعْ ما يناسِبُكَ واترك لها تلفازَها .

اصبري يا ابنتي ، الله كريمٌ سيعوِّض علينا بالأفضلِ . باع أبي التلفازَ ، فبكتْ أختي كثيراً ، وبكيتُ أنا في الخفاءِ قليلاً . مصطفى الحاج حسين . إسطنبول

من لي سواك//بقلم المبدع د. احمد عبد الحكم

قصيدة من لى سواك ؟ شعر د احمد عبد الحكم
يا رب عبدك مهموم بمعصية
وقد بات بين الظن واليأس
أمسى رهينا بالذنوب محملا
والقلب أضحى بين الهوى والكاس
من لى سواك حتى ألوذ به
وقد بت أضرب أخماسا بأسداس
وقد تخلى عنى كل ذى صلة
فما عدت أرى وفيا بين جلاسى
أين الذين على عهد رأيتهم
أين من كانوا رفاقى وحراسى
غابوا جميعا وقد أنكروا ودى
غابوا جميعا فما منهم واسى
أطعت مطامعى فعصيت ربى
وضل عقلى وأطعت وسواسى
وتبدل القلب والأهواء قاتلة
رحماك يا رب من قلب غافل قاس
قد مزقته ذنوب ما لها عدد
يا حسرتى على عمرى وإفلاسى
واحسرتاه إذا ما القبر أسكنه
فما يبقى على ساقى ولا راسى
وقد وسدونى ترابا بات يأكلنى
ماذا اقول عن ظنى وإحساسى
رباه رحماك إذا ما الشمس محرقة
وبات وهجها يدنو من الناس
ويوم آتى والشهود جوارحى
والمرء عار بلا ثوب وأحلاس
ويوم تفزع ارواح وقد نصبت
موازين عدل لها فى كل مقياس
أما الشقى ففى الجحيم مخلد
وقد ضاقت بصدر كل أنفاس
يذوق حميما وغساقا ومطعمه
مر مذاقته ويشقى بأرجاس
أما المطيع ففى جنانك مغرم
في روح وريحان وظل أقداس
لا وحشة يشكو ولا نصبا
بين الرياض وفى سعد وإيناس
وله من الحور العين عرائس
ترنو إليه وقد زفت كأعراس
دكتور أحمد عبد الحكم

عقار الجنة //بقلم المبدع مصطفي الحاج حسين

  • عقار الجَّنة …* شعر : مصطفى الحاج حسين .

تجادلُ خطوتكَ
إنْ تسكَّعتَ
بالدّروبِ السَّافرةِ
وتلحُّ على رؤاكَ
لتتَّئِدَ فيكَ الجراح
ويندملَ الحريقُ في ارتحالِكَ
حدِّق بموتِكَ المأفونِ
بِصَمتِكَ العاري من الدَّمِ
وانظر
اشتهاءَ التِّيهِ في الأوردةِ
عاتبِ الدَّمعَ ما تشتهي
حاور نحيبَ الجهاتِ
تكدَّسَ خرابُ الأفقِ
في صوتِكَ
وتراكمَتِ المسافاتُ الخائبة
مِن أجنحتِكَ العرجاء
وهامَت بكَ الأوجاعُ
تجرُّ لهاثَكَ وراءَ الصَّقيعِ
وتسألُ اختناقَكَ
عَن طعمِ الضَّوءِ
تنزفُكَ الوحشةُ إلى الصَّليلِ
وموجُ الشَّوقِ
يلاطمُ سخطَ المرارةِ
تأمَّل انحدارَ السَّكينةِ
البلهاءِ
وَثِبْ نحوَ حُلُمِكَ
الذي فرَّ منكَ
ضيَّعتَ كلٌَ الورودِ
التي جَمَّلتكَ
شابَ أنينُ النَّدى
حينَ أسرجتَ انهزامَكَ
لا قوَّةَ إلَّا بنهوضِكَ
فاحتشد
في ساحةِ الرِّيحِ
عرّج على الانهيارِ
اضربه بالسّوطِ إن تلكَّأ
ابتُر عنقَ الخوف
وتحدَّ
براثنَ الهلاكِ
ولا تلتفتْ
لجهاتٍ تخلَّت عنكَ
ولا تصالح
غدرَ الأفاعي
أنتَ الآنَ
سيّدُ الانبثاقِ
حارب مَن جاءَ
ينهشُ أفقَنا
وينحرُ هذا البلد
سورية عِقار
مِن عقاراتِ الجّنةِ *. مصطفى الحاج حسين . إسطنبول

بغداد //بقلم المبدعه مارينا أراكيليان أرابيان

بغداد ..

بغدادُ مجدُكِ جاوزَ الامجادا
حتى علوتِ على البلادِ بلادا

لا قبلُ قبلكِ من زمانٍ انما
قد كنتِ للزمنِ البعيد مهادا

وطنٌ كأن اللهَ اودعهُ العلا
فردا فماتَ بهِ الورى حسّادا

منذ ابتداء الدهر حينَ تبلورت
اولى الحضارةِ كانها إيرادا

ما ذل اسرائيل غيرك موطنٌ
بالسبي حينَ تألبوا احقادا

بغدادُ مجدُكِ ليس حرفَ قصيدةٍ
تروى.. يروادُ حسنُها ميادا

لكنهُ كلُّ الشموخِ تجذَّرت
احداثه بمدى المدى آمادا

وطني العراقُ فألفُ الفُ تحيةٍ
مني اذا ما ذبتُ فيكَ فؤادا

غنّي برغم المَوتِ أُغنيةَ العُلا
مَهما نَعيشُ بكَ البِعادَ حِدادا

مهما تمرُّ بكَ الليالي بالاسى
ويعيثُ فيكَ الظالمونَ فسادا

حرف القافية الدال المنصوبة … البحر الكامل … معارضة قصيدة الشاعر العراقي الكبير محمد سعيد الحبوبي والتي يقول فيها
انا لا ارتضي الا الاكارم معشرا
يوما ولا غير العراق بلادا
من معشر ضربوا رواق بيوتهم
فوق السماك وغادروه مهادا

بقلمي
مارينا أراكيليان أرابيان
Marina Arakelian Arabian

قصيدة من لي سواك//بقلم المبدع د. أحمد عبد الحكم

قصيدة من لى سواك ؟ شعر د احمد عبد الحكم
يا رب عبدك مهموم بمعصية
وقد بات بين الظن واليأس
أمسى رهينا بالذنوب محملا
والقلب أضحى بين الهوى والكاس
من لى سواك حتى ألوذ به
وقد بت أضرب أخماسا بأسداس
وقد تخلى عنى كل ذى صلة
فما عدت أرى وفيا بين جلاسى
أين الذين على عهد رأيتهم
أين من كانوا رفاقى وحراسى
غابوا جميعا وقد أنكروا ودى
غابوا جميعا فما منهم واسى
أطعت مطامعى فعصيت ربى
وضل عقلى وأطعت وسواسى
وتبدل القلب والأهواء قاتلة
رحماك يا رب من قلب غافل قاس
قد مزقته ذنوب ما لها عدد
يا حسرتى على عمرى وإفلاسى
واحسرتاه إذا ما القبر أسكنه
فما يبقى على ساقى ولا راسى
وقد وسدونى ترابا بات يأكلنى
ماذا اقول عن ظنى وإحساسى
رباه رحماك إذا ما الشمس محرقة
وبات وهجها يدنو من الناس
ويوم آتى والشهود جوارحى
والمرء عار بلا ثوب وأحلاس
ويوم تفزع ارواح وقد نصبت
موازين عدل لها فى كل مقياس
أما الشقى ففى الجحيم مخلد
وقد ضاقت بصدر كل أنفاس
يذوق حميما وغساقا ومطعمه
مر مذاقته ويشقى بأرجاس
أما المطيع ففى جنانك مغرم
في روح وريحان وظل أقداس
لا وحشة يشكو ولا نصبا
بين الرياض وفى سعد وإيناس
وله من الحور العين عرائس
ترنو إليه وقد زفت كأعراس
دكتور أحمد عبد الحكم

زاد المعاد//بقلم المبدعه د. تغريد طالب الأشبال

(زاد المعاد)
من ديوان(معتقل بلا قيود)
……
جِياعٌ،عُراةٌ،حُفاةُ القَدَمْ
يُنادونَ دُنيا طَواها العَدَمْ
يَصيحوا صَداهُمْ يَعودُ كَليلْ
وَكَمْ إستَغاثوا فَـ(لا،لَنْ وَ لَمْ)
يُغاثُوا،فَفي الدُنياَ باعُوا الحَياءْ
وَباعوا المَبادِي وَباعوا القِيَمْ
وَكَمْ أكَلوا وَغَدَوا مُبطِنينْ
وَما أطعَموا جائِعَاً فِي العَدَمْ
يَمُرُّ بِأحلامِهِ في الهَواءْ
يَشِمُّ الشَواءَ وَيَرجو الَّلحَمْ
وَحينَ يَفيقُ يَجِدْ مُقلَتَيهْ
تَفيضُ دُموعَاً لِغَسلِ الوَهَمْ
وَكَمْ لَبِسوا ناعِماتِ الثِيابْ
وَمَرّوا بِعارىٍ رَمَوهُ التُهَّمْ
وَإنتَعَلوا فاخِراتِ الخُفوفْ
وَعاري القَدَمْ يَشتَكِي مِن ألَمْ
وَكَمْ سَكَنوا فارِهاتِ القُصُورْ
وَذاكَ الفَقيرُ يَعِشْ فِي خِيَمْ
بِـ(لَيلٍ) مَطِيرٍ بِهِ زَمهَريرْ
وَيَومٍ شُموسَهُ تُذوِي الصَنَمْ
فَلا جَمَعوا زادَهُمْ لِلمَعادْ
وَلا حَصَدوا مِن كَثِيرِ النِعَمْ
فَأوجَعَهُمْ حالَهُمْ..يَصرَخونْ
إلهي أعِدنا اعتَراناَ النَدَمْ
……
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال

أمي حلمي//بقلم المبدعه د. أسيل. ر. بنت سليمان عميشي

أمي..حلمي.
البحر الكامل

مالي أرى نفسي بعيده
عن حضنها وأنا شريده
أماه قد فقد الحنان
لما تركتيني…وحيده
في يوم عيد الأم أبكي
وأنا بعبراتي..جحوده
أماه ليتك لي تعودي
فأنا بعودتكم…سعيده
ومحال أنك تستجيبي
وانا بأحلامي ..بليده
ماقد رأيت سواك حسنا
حسن الجمال..لكم مزيده
أحببتك الحب المزكى
وأبيت ألا أن أريده
وجعلت كل الناس تهوى
وتركتهم حقا ..عبيده
أيعود حظنك في منامي
وتدلليني يارشيده
ماأجمل الحلم المرجى
لو تستعيديني..وليدة
حلم أراك وخير حلم
لاينتهي .للحلم..جوده
وأمازغية ذات شأن
حملت من العز جدوده

د.أسيل.ر.بنت سليمان عميشي
سفيرة الإنسانية والسلام

غيابك كسرني يا أمي //بقلم المبدعه انشراح زيد عزام

غيابك كسرني يا أمي
💔

ياقلب ع فقدها نزفت العيون
سهم الموت خطف لب الأبصار

أنده على أمي فارقت الروح
لايرد الصدى إنقطعت الأخبار

ع فقدها كسفت الشمس سواد
إنتحب القلب و تمزقت الأوتار

ياحادي العيس الصدر ضاق
من فقد فجر براكين ودمار

الروح رحلت ورحلت الأفراح
والعقل تاه وساءت الأدبار

يناجي رب العرش المكنون
وجع في القلب بغروب النهار

يارب ياقيوم يامبدل الأحوال
تعطيني الصبر يلهم الإبصار

وترحم ضعفي وقلة حيلتي
من فقد صدع صروح الدار

سنديانة طاهرة إرتحمت
بشموخ وعز يذهل الأنظار

سامقة نقية عزيزة النفس
بوصفها جاد الحرف أشعار

نزفت عيون القلب لفقدها
بصمت واجل والنبض ثار

توقف النبض في عروقها
وعلى وقف نبضها الفكر حار

الفرح هاجر كهوف روحي ، و
جفت الأقلام والدواة والأحبار

مدادي ، مداد نبضها ، وكيف
تجود الأحبار بحضرة الأقدار

قدر عاث في فصولي حياتي
عاصفة مزلزلة قطعت أوتار

نعوة علقت والشهقة تعالت
والعين تذرف الدمع مدرار

الجسد فارقته الروح وروحي
رحلت خلفها تسأل الدار

أين حلقت روح الطهر والعفاف
تضيئ بنور ملائكي المدار

هنيئا لأرض مررت بها ولسماوات
صعدت لها ، بنور يبهر الأبصار

كوني لي قمر يؤنس وحدتي في
ليل كسف قمره ، لتكوني المسار

بقلمي ….
من قلب مكسور
رحم الله روحك الطاهرة العفيفة النقية يا أمي

لا احد يدري//بقلم المبدعه زهرة بن عزوز

لأ أحد يدري
بن عزوز زهرة


سؤال يسأل،
وأنت في مهبّ الرّيح ،
تحملك أينما تشاء، معصوب العينين
مسلوب القرار،
مستسلماََ للأمر مهما كان
هل أنت بخير؟
أجاب صمتي
خشخشات الورق
من تحت ضربات الرّياح
تصفع قلبي
تجهش بكائي
تقصف روحي
تجمّد الدّم في عروقي
تؤرقني
التّاريخ يثور غاضبا
يقلّب أوراقي
يتراجع من خلفي
يبعثر كلّ الأرقام
الأحداث تمرّ من أمامي
تتغيّر، تتلوّن بلون العصر
خريطتها تتمزّق من فوق السّحاب
الجفاف يسكن حلقي
هديل شلاّل،
يكتسح كلّ الأصوات
الدّقات تحت الضّلوع
تلهث، لاترى الأرض
من تحت الأقدام
السّماء فوقنا
وهيّ أيضا تحتنا
تشكو من هول ما يجري
الصّمت من الثرثرة
يبكي
الخوف من الخوف
يحصي اليتم وينعي
الزّهرة في المقصلة تهذي
يقذف الحقّ على الباطل
فيدمغه
فإذا هو زاهق من حيث
لايدري
الذّهاب اكتمل
حين التهب روح الورد
من تحته جثث
تحملها الأقدار ثقيلة
على كاهل الأرض
لست بخير أنا
ولن أكون مالم تهدأ الرّيح
فلذّة كبدي بين مدّ وجزر
صراخها نور يتدفّق
من قمّة أناي